روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | هزيمةٌ ولكن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > هزيمةٌ ولكن


  هزيمةٌ ولكن
     عدد مرات المشاهدة: 2051        عدد مرات الإرسال: 0

ما الذي يمكن أن تعنيه مدرّسة رسمٍ شابةٌ وجديدة بالنسبة لطالبات الصف التاسع في الفصل الثاني من العام الدراسي، نكتة -فطلاب الصف التاسع لا يهتمون بعلامات المواد الأساسية خلال الفصل الثاني فكيف بالرسم.

أجل نكتةٌ مضحكة، شابة، وتُدرّس للمرة الأولى بالإضافة إلى أنها تعطي الصف التاسع والشعبة الأولى ذات الخبرة في مجال الشغب.

إنتشر خبر المدرّسة الجديدة سريعاً، ثم حانت الحصة المنتظرة، وبدأت الأفواه تستعد لضحكٍ طويل.

دخلت المدرّسة الجديدة، وقبل أن تنطق أي كلمة بدأ الجميع بالضحك، لا أدري لماذا لكن ربما تبدو فكرة المدرّسة الجديدة مضحكةً للغاية.

قطع موجة الضحك الكبيرة صوتها الغاضب وبدأت تسمعنا محاضرةً عن الأخلاق والإحترام، وبدت قويةً للغاية، لكن لن ينفع شيءٌ مع طالبات الصف التاسع، فالعقوبات والمواعظ هي أكثرة الأشياء إضحاكاً، بل كنا نفعل المستحيل كي نحصل على واحدة.

وبينما كانت تلقي دررها الثمينة بصوتها المرعب -وقد كان يبدو كصوت رجلٍ وليس صوت فتاة- كنا نضحك ضحكاتٍ مكتومة، ولكي أتجاهل الضحك حاولت أن أتذكر أشياء محزنة، وأن ألهو بفك قلمي وإعادة تركيبه لكن نظرةً واحدة إلى وجه صديقتي الأحمر كانت تجبرني على الضحك مجدداً.

وازداد الأمر سوءً، فالفتاة التي تجلس خلفي لم تعد تستطع كتم ضحكاتها المتزايدة مع كل كلمة، فأصدرت صوتاً عالياً زاد ضحكاتنا ووجه أنظار المدرّسة إلينا، صرخت صرخةً قويةً جعلت قلوبنا ترجف فزعاً وخوفاً وكدت أخسر لون شعري لأحصل على شعرٍ رمادي بسببها، ولو كانت المديرة من صرخ لكان خوفنا أقل من هذا، فلم يتوقع أحدٌ أن هذه المدرّسة الشابة الصغيرة لها صوتٌ كصوت الرعد أو أقوى، تخيف به الطالبات المشاغبات، وتقول لهن أن مدرّسةً تخرجت العام الماضي ستخيف أربعين طالبةً في الصف التاسع بعضهن أطول منها، وتجبرهن على إحترامها وعدم الضحك في حصتها.

هدأنا، وبدأت هي بتفقد الطالبات، وبدأنا بتفقد ملابسها وشكلها، كان وجهها جميلاً، لكنها فاشلةٌ في إنتقاء القمصان ونال قميصها علامة -صفر- وكذلك الحذاء.

أما تنورتها فليست سيئةً لولا أنها منتشرةٌ في جميع الأسواق.

ثم بدأت بالسؤال عن الدروس الماضية، فذهبت فتاةٌ طويلة لتريها ما رسمت في دفترها خلال الحصص الماضية، ومن الواضح أن عملها هذا إنسانيٌ للغاية، لكنها لم تذهب لمساعدة المدرّسة بل ذهبت لمقارنة طولها بطول المدرّسة الجديدة، وهذا ما عرفناه فيما بعد.

بعد أن تكلمت وبدأت الدرس بدت لطيفةً للغاية، فقد حدثتنا بلطف لكن لم تسمح لنا بأن نجعلها نكتتنا، فأحببناها وغفرنا قميصها الفاشل.

¤ الحقائق:

= هل قلت أن مدرّسة الرسم مرعبةٌ أكثر من مديرة المدرسة، لا تصدقوا فهذه أحد التأثيرات الجانبية لحصة الرسم.

= أعتذر فلم يعد هناك حقائق أخرى فكما تعلمون كان وضعنا مأساوياَ يومها، ولا مجال للمزاح.

الكاتب: آية الدقاق.

المصدر: موقع رسالة المرأة.